تعد الخضروات من أقوى المكونات الغذائية في عالم التغذية ويشدد الخبراء دائمًا على أهمية تناول الخضروات الطازجة وضرورة إدراجها يوميًا في النظام الغذائي لضمان الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم ومع ذلك تتأثر القيمة الغذائية للخضروات بشكل كبير بطريقة طهيها ويعتبر سلق الخضروات أحد أفضل طرق الطهي لأنه لا يتطلب إضافة أي دهون ولكن هذه ليست الطريقة الأكثر صحة لتناول الخضار لأن العديد من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء قد تتسرب أثناء السلق بينما يحافظ التبخير أو القلي على المغذيات الموجودة في الخضروات بشكل أفضل.
الخضار المسلوق
تناول الخضار المسلوق غالبًا ما يكون صحيًا ومع ذلك يجب طهي بعض الخضروات لتليين قشرتها الخارجية مما يجعل هضمها وامتصاصها أسهل على سبيل المثال أظهرت الدراسات أن الجزر المطبوخ يحتوي على بيتا كاروتين أكثر من الجزر النيء بشكل عام، تحتفظ الخضروات المطبوخة بمغذياتها لفترة قصيرة جدًا، ولهذا يعتبر التبخير أفضل من السلق لمعظم الخضروات، حيث لا تلامس الخضروات الماء وتستخدم الحد الأدنى من الزيت أو الدهون، مما يحافظ على جميع العناصر الغذائية الأساسية فيها. ومع ذلك، نظرًا لأن طعمه قد لا يكون مفضلًا للجميع، يُفضل عند سلق الخضروات استخدام المرقة لتحضير أطباق أخرى أو تناولها بجانب الأطباق الرئيسية لضمان الحصول على جميع المغذيات.
فوائد الخضار المسلوق
تناول الخضار المسلوق قد لا يكون الخيار الأول أمام الكثيرين في ظل انتشار الأطعمة المقلية والمشوية ومع ذلك ينصح بتناول الخضار المسلوق على الأقل مرة واحدة يوميًا إليك بعض فوائدها:
- المساعدة في إنقاص الوزن: إذا كان الهدف هو فقدان الوزن، يمكن إضافة الخضار المسلوق إلى النظام الغذائي، فهي منخفضة السعرات الحرارية وغنية بالعناصر الغذائية والماء، مما يساعد في إنقاص الوزن بطريقة صحية وهي خالية من الدهون وتحتوي على كميات كبيرة من الألياف.
- منع الحموضة: يمكن مكافحة الحموضة من خلال تناول الخضار المسلوق حيث تتطلب كمية أقل من الحمض المعدي للهضم وتخرج من المعدة بسرعة، مما يقلل من الوقت الذي تقضيه في المعدة ويقلل من خطر الإصابة بالحموضة.
- علاج حصوات الكلى ومنعها: الأشخاص الذين يعانون من حصوات الكلى يمكنهم تضمين الخضروات المسلوقة في نظامهم الغذائي، حيث يزيل السلق 87% من الأكسالات الموجودة في الأطعمة، وهي مركبات تلعب دورًا رئيسيًا في تكوين حصوات الكلى، وبالتالي فإن تناول الخضروات المسلوقة بانتظام يساعد في علاج الحالة ويمنع تراكمها مجددًا.
- توفير بشرة صحية: للحصول على بشرة مشرقة وطبيعية، من المهم تناول نظام غذائي صحي والحفاظ على ترطيب الجسم و يمكن تحقيق ذلك من خلال استهلاك الخضار المسلوقة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء والمغذيات الأساسية مثل مضادات الأكسدة والمركبات المضادة للالتهابات التي تمنع مشاكل الجلد. من الخضار التي ينصح بتناولها مسلوقة للبشرة (الجزر، السبانخ، الطماطم، الشمندر، والبطاطا الحلوة).
- تعزيز نمو الشعر: بعض أنظمة التجميل المخصصة لنمو الشعر تشمل الخضار المسلوقة مثل الجزر، حيث يُعرف أن الجزر يحفز بصيلات الشعر بفضل محتواه العالي من الفيتامينات. عند هرس الجزر وتحويله إلى معجون، يمكن استخدامه كقناع لتطويل الشعر، من خلال تدليك فروة الرأس به.
- استخدامها كطعام لفطام الأطفال: تختار العديد من الأمهات شراء أطعمة جاهزة عند بدء فطام طفلها، ولكن الخضروات المسلوقة تعد بديلاً ممتازًا، فهي ليست مغذية فقط بل أيضًا أرخص وأسهل في الامتصاص والهضم، بالإضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من الماء.
- تخفيف التهاب المعدة: يعاني العديد من الأشخاص من التهاب المعدة لأسباب مختلفة، من أبرزها بكتيريا ملوية بوابية التي قد تسبب تقرحات المعدة و غلي الطعام يساعد في تليينه مما يقلل من الضغط على بطانة المعدة، كما أن الطعام اللين يحتوي على شكل أبسط من العناصر الغذائية التي تتفكك عند سلقها.
- توفير وقت الطهي: سلق الخضار لا يتطلب الكثير من الاهتمام حتى تنضج، مما يوفر الكثير من وقت الطبخ، كما يتيح سلق الخضروات خيارات متنوعة لإعداد الوجبات، حيث يمكن هرسها وتقديمها مع الأطباق الأخرى أو تقديمها كما هي مع إضافة التوابل والنكهات، مما يتيح ابتكار أطباق لا حصر لها.
أنواع خضروات تصبح أكثر فائدة عند طهيها
في السنوات الأخيرة أثار النظام الغذائي الذي يعتمد على الأغذية الخام جدلاً كبيرًا نظرًا لفقدان بعض الفيتامينات والمغذيات النباتية فعاليتها أثناء الطهي ومع ذلك وجد الخبراء أن بعض الخضروات تصبح أكثر فائدة عند سلقها منها:
- الطماطم: تحتوي الطماطم المطبوخة على مستويات أعلى بكثير من الليكوبين مقارنة بالطماطم النيئة، حيث تساعد الحرارة في تحطيم جدران الخلايا السميكة التي تحتوي على العناصر الغذائية الهامة. الليكوبين هو واحد من أقوى مضادات الأكسدة ويرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
- السبانخ: السلق أو التبخير يقلل من حمض الأكساليك النباتي، الذي يعوق امتصاص الجسم للحديد والكالسيوم، بنسبة تصل إلى 53%. كما يحتفظ بمستويات حمض الفوليك الذي يلعب دورًا في صنع الحمض النووي وتقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.
- الفطر: الفطر غني بمضادات الأكسدة، وتعريضه للحرارة يعزز نشاط هذه المضادات. كما يحتوي الفطر المطبوخ على مستويات أعلى من البوتاسيوم والنياسين والزنك مقارنة بالفطر النيء. بعض أنواع الفطر قد تحتوي على مادة أغاريتين، وهي مادة قد تسبب السرطان، لكن طهي الفطر يساعد في التخلص من هذا السم.
- الجزر: طهي الجزر يعزز من مستويات مادة بيتا كاروتين، وهي مادة كاروتينويد تتحول في الجسم إلى فيتامين أ الذي يلعب دورًا رئيسيًا في دعم نمو العظام، تعزيز الرؤية، والحفاظ على الجهاز المناعي. كما أن سلق الجزر مع قشره يضاعف من قوة مضادات الأكسدة الموجودة فيه ثلاث مرات.