يمثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي أحد أبرز اللاعبين على الساحة الاقتصادية العالمية، ليس فقط بحجم أصوله المتنامي، ولكن أيضاً عبر شبكة معقدة ومؤثرة من الشركات التابعة والكيانات الاستثمارية. الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ليست مجرد محافظ استثمارية، بل هي محركات أساسية لتنفيذ رؤية المملكة 2030 الطموحة، ووسائل لتحقيق التنويع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد على النفط.
فهم طبيعة ودور هذه الشركات هو مفتاح لفهم التوجهات المستقبلية للاقتصاد السعودي وتأثيره على المستوى المحلي والدولي.
تتنوع الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ما بين كيانات مملوكة بالكامل تعمل كأذرع تنفيذية لمشاريع عملاقة، وشركات يتم الاستثمار فيها بنسب مؤثرة لدعم قطاعات استراتيجية أو توطين تقنيات حديثة. كل شركة من هذه الكيانات، أي الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لها مجال عملها المحدد وأهدافها التي تصب في النهاية في تحقيق مستهدفات الصندوق الكبرى: تعظيم الأصول، تطوير القطاعات الواعدة، خلق فرص عمل نوعية، ونقل المعرفة والتقنية.
في هذا المقال، نتعمق في استكشاف هذه الشبكة الواسعة، نبين أهميتها، ونسلط الضوء على أبرز الأمثلة التي تشكل ملامح مستقبل المملكة.
الأهمية الاستراتيجية للشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة
عند الحديث عن محركات التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، تبرز الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة كعناصر فاعلة ومؤثرة بشكل مباشر.
هذه الشركات ليست مجرد جزء من محفظة الصندوق، بل هي آليات تنفيذية يتم من خلالها تجسيد الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030 على أرض الواقع. ولهذا السبب، تتجاوز الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة أهميتها البعد المالي لتشمل أبعاداً استراتيجية عميقة تؤثر على بنية الاقتصاد ككل.
- أولاً، تعد هذه الشركات أدوات رئيسية لتنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، بتقليل الاعتماد على عوائد النفط وتنمية قطاعات جديدة ومستدامة. تعمل هذه الكيانات في مجالات غير نفطية بالكامل أو تعتمد على تقنيات حديثة لزيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، مما يساهم في بناء قاعدة اقتصادية أوسع وأكثر مرونة.
- بالإضافة إلى ذلك، تسهم الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة في توطين الصناعات والتقنيات المتقدمة، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتطوير القدرات المحلية في مجالات حيوية كالتكنولوجيا، الطاقة المتجددة، والسياحة، والصناعات التحويلية المتقدمة. تنشئ الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة مراكز بحث وتطوير، وتبرم شراكات مع شركات عالمية لنقل المعرفة والتدريب.
- كما تلعب دوراً محورياً في تطوير البنية التحتية والمشاريع الكبرى التي تعيد تشكيل المشهد الحضري والسياحي والاقتصادي للمملكة، مثل مشاريع نيوم، البحر الأحمر، العلا، القدية، وروشن. هذه المشاريع التي تديرها الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة لا تقتصر على البناء، بل تشمل تطوير أنظمة بيئية متكاملة للمعيشة والعمل والترفيه.
- وحرصاً على بناء اقتصاد معرفي، تعمل هذه الشركات على خلق فرص عمل نوعية ومستدامة للشباب السعودي، وتطوير الكفاءات الوطنية في مجالات المستقبل التي تتطلب مهارات متقدمة في التكنولوجيا، الإدارة، والابتكار. توفر برامج تدريب وتأهيل متخصصة لضمان جاهزية الكوادر الوطنية.
- نقدم أيضاً نماذج استثمارية مبتكرة وشراكات عالمية تعزز مكانة المملكة كمركز استثماري عالمي ووجهة للأعمال والابتكار. يستثمر الصندوق وشركاته في شركات عالمية رائدة وصناديق تقنية متقدمة ليكون جزءاً من سلاسل القيمة العالمية وجذب الاستثمارات الدولية للمملكة.
- علاوة على ذلك، تلتزم العديد من هذه الشركات بمعايير الحوكمة الرشيدة والاستدامة (ESG)، مما يعزز جاذبيتها الاستثمارية ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والدولي. يتم دمج معايير الاستدامة في كافة مراحل التخطيط والتنفيذ والتشغيل للمشاريع.
- ومع كل هذه الأدوار المحورية قد تتساءل: كيف تتكامل هذه الشركات مع الاستراتيجية الشاملة للصندوق ورؤية 2030 لضمان تحقيق الأهداف الكبرى بكفاءة وفعالية؟.
الاعتماد على هذه الشركات كأذرع تنفيذية يمنح الصندوق القدرة على التدخل المباشر والفعال في القطاعات المستهدفة، وضمان تنفيذ المشاريع بالسرعة والجودة المطلوبة، وتحقيق أثر اقتصادي واجتماعي ملموس يدوم طويلاً، مع مرونة في التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والتقنية.
شاهد ايضا: أفضل أنواع الاستثمار للمبتدئين 2025
صندوق الاستثمارات العامة: محرك رؤية 2030

عند الحديث عن صندوق الاستثمارات العامة لا يتعلق الأمر فقط بكونه أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، بل بكونه العصب الرئيسي والمحرك الأساسي لرؤية المملكة 2030.
فمع التحولات الاقتصادية العالمية والمحلية، أصبح الدور الذي يلعبه الصندوق وشركاته التابعة حاسماً في بناء اقتصاد سعودي متنوع ومستدام يتمتع بالمرونة والقدرة على المنافسة عالمياً. لقد تم تكليف الصندوق بمهمة قيادة التحول الاقتصادي، وهو يقوم بذلك من خلال استثمارات استراتيجية ضخمة داخل المملكة وخارجها.
من هنا، يبرز دور الشركات التابعة التي تمثل أدوات الصندوق في ترجمة هذه الرؤية إلى مشاريع وكيانات اقتصادية فاعلة. الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ليست مجرد استثمارات مالية، بل هي استثمارات استراتيجية تهدف إلى تطوير قطاعات جديدة بالكامل، توطين التقنية، خلق الوظائف، وتنمية المناطق.
إنها تعمل في طليعة جهود التنمية، سواء في مشاريع عملاقة مثل نيوم التي تعيد تعريف المدن المستقبلية وتطبق أحدث المفاهيم في الاستدامة والتقنية، أو في شركات تركز على تطوير قطاعات حيوية كالطاقة المتجددة التي تمكن المملكة من أن تكون لاعباً رئيسياً في مجال الطاقة النظيفة، والترفيه والسياحة التي تجذب ملايين الزوار وتوفر آلاف الوظائف، والتكنولوجيا التي تبني اقتصاداً رقمياً قويا.
ولذلك، فإن فهم عمل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة هو فهم لمسار التنمية في المملكة وكيفية بناء مستقبل اقتصادي مزدهر يتجاوز الاعتماد على الموارد التقليدية، ويستفيد من الموقع الجغرافي الفريد للمملكة وقدراتها البشرية والمادية لتحقيق مستهدفات الرؤية.
قطاعات الاستثمار الرئيسية التي تستهدفها الشركات التابعة
تتوزع استثمارات الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة عبر مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية. التي تم تحديدها كأولويات لرؤية 2030.
يهدف الصندوق من خلال شركاته التابعة العاملة في هذه القطاعات إلى تطويرها، تعزيز قدرتها التنافسية، وخلق بيئة محفزة للنمو والابتكار. وتعتبر هذه القطاعات بمثابة ركائز أساسية لبناء اقتصاد المستقبل غير النفطي. تتضمن الخدمات التي تقدمها هذه الشركات وتأثيرها على هذه القطاعات ما يلي:
قطاع السياحة والترفيه
يعد هذا القطاع من أهم محاور التنويع، حيث يمتلك الصندوق ويطور شركات ومشاريع عملاقة مثل “مشروع البحر الأحمر الدولي” (الذي يشمل وجهتي البحر الأحمر وأمالا)، و”شركة القدية للاستثمار”، و”الشركة السعودية للاستثمار السياحي” (أسفار).
تعمل هذه الشركات على إنشاء وجهات سياحية عالمية المستوى، تطوير البنية التحتية الفندقية والسياحية من منتجعات فاخرة إلى فنادق عالمية، تنظيم الفعاليات الكبرى والأنشطة الترفيهية الجاذبة، وتطوير القدرات التشغيلية والسوقية للقطاع، مما يساهم بشكل كبير في زيادة عدد السياح الوافدين والمحليين وتنويع مصادر الدخل السياحي للمملكة لتصبح وجهة سياحية عالمية رئيسية بحلول 2030.
قطاع التكنولوجيا والابتكار
يستثمر الصندوق بقوة في هذا القطاع عبر الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة أو استثماراته في صناديق وشركات عالمية ومحلية متخصصة في التكنولوجيا المتقدمة. الهدف هو توطين التقنية، دعم ريادة الأعمال، وتطوير اقتصاد رقمي يعتمد على الابتكار.
تشمل الاستثمارات شركات في مجالات الذكاء الاصطناعي، الفنتك (التقنية المالية)، التجارة الإلكترونية، الأمن السيبراني، المدن الذكية، التقنيات الحيوية، والاتصالات (عبر شركة الاتصالات السعودية STC التي يمتلك الصندوق حصة الأغلبية فيها). هذا الاستثمار يعزز الابتكار، يطور البنية التحتية الرقمية، ويخلق فرص عمل في مجالات المستقبل التي تتطلب مهارات عالية.
قطاع الطاقة المتجددة
من خلال شركات مثل “أكوا باور” (التي يمتلك فيها الصندوق حصة كبيرة) وشركات أخرى تابعة تعمل في مجال تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، يلعب الصندوق دوراً رئيسياً في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر على نطاق واسع.
يهدف هذا الاستثمار إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة السعودي لتصل إلى 50% بحلول 2030، ودعم أهداف الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية تماشياً مع المبادرة السعودية الخضراء، بالإضافة إلى توطين صناعات الطاقة المتجددة وسلاسل الإمداد المرتبطة بها.
قطاع العقار والبنية التحتية
ينفذ الصندوق مشاريع تطوير عقاري وبنية تحتية ضخمة عبر شركات مثل “روشن” (المطور العقاري الوطني)، والشركات المسؤولة عن تطوير المشاريع الكبرى (مثل نيوم، البحر الأحمر، القدية، العلا).
تهدف هذه المشاريع إلى تطوير مدن ومجتمعات عصرية، توفير حلول سكنية مبتكرة ذات جودة عالية تناسب مختلف شرائح المجتمع، وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم النمو الاقتصادي والحضري، بما في ذلك الموانئ الحديثة، المطارات الدولية، شبكات النقل عالية السرعة، وشبكات الخدمات الأساسية المتقدمة. هذه الاستثمارات تحفز قطاع الإنشاءات وتخلق بيئة جاذبة للاستثمار والعيش.
قطاع التعدين والمعادن
يسعى الصندوق لتطوير قطاع التعدين ليصبح ركيزة ثالثة للاقتصاد السعودي بعد النفط والبتروكيماويات. يتم ذلك عبر استثمارات في شركات التعدين الكبرى مثل شركة “معادن” (التي يمتلك فيها الصندوق حصة الأغلبية) وشركات جديدة تستكشف وتطور الفرص التعدينية الواعدة للموارد غير المستغلة.
يهدف هذا إلى زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، توطين الصناعات التعدينية والتحويلية المرتبطة بها، وخلق فرص عمل في هذا المجال الغني بالموارد، بالإضافة إلى المساهمة في سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الهامة. يهدف الصندوق لتحويل المملكة إلى مركز تعديني عالمي.
قطاع الخدمات المالية
يستثمر الصندوق في تطوير القطاع المالي من خلال شركات وكيانات تدعم الابتكار في الخدمات المالية (الفنتك)، وتطوير أسواق المال لتكون أكثر عمقاً وسيولة، وتقديم حلول تمويلية متنوعة لدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع الكبرى.
يساهم الصندوق أيضاً في تعزيز بيئة الاستثمار وجذب رؤوس الأموال العالمية. هذا القطاع يشمل أيضاً تطوير البنية التحتية المالية الرقمية وتسهيل الوصول إلى الخدمات المالية لمختلف فئات المجتمع والشركات.
قطاع الصناعات الدفاعية
من خلال الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، يهدف الصندوق إلى توطين الصناعات والتقنيات الدفاعية والأمنية في المملكة لتصل نسبة التوطين إلى 50% بحلول 2030. تعمل SAMI على بناء قدرات تصنيعية محلية، نقل التقنية، وإقامة شراكات استراتيجية مع شركات دفاعية عالمية، مما يساهم في تعزيز الأمن الوطني ودعم المحتوى المحلي وتنمية قاعدة صناعية متقدمة.
قطاعات أخرى واعدة
يمتد نطاق عمل الشركات التابعة للصندوق ليشمل قطاعات أخرى مثل الرياضة (الاستثمار في أندية رياضية وفعاليات كبرى)، الإعلام (تطوير منصات إعلامية جديدة)، الرعاية الصحية (الاستثمار في البنية التحتية الصحية وخدمات الرعاية)، والخدمات اللوجستية (تطوير الموانئ والمناطق اللوجستية)، وغيرها. تهدف هذه الاستثمارات إلى بناء بيئة متكاملة تدعم جودة الحياة والنمو الاقتصادي الشامل.
أمثلة لشركات بارزة مملوكة كلياً أو جزئياً للصندوق
نخدم في صندوق الاستثمارات العامة مجموعة واسعة من القطاعات عبر شبكة شركاتنا، ونحرص على أن تكون كل شركة نموذجاً للتميز في مجالها والريادة في قطاعها، ليس فقط محلياً بل وعالمياً. ومن أبرز هذه الشركات التي تمثل واجهة لاستثمارات الصندوق وأذرعه التنفيذية:
- نيوم (NEOM): مشروع مدينة مستقبلية فريدة من نوعها، يتم تطويرها لتكون مركزاً عالمياً للعيش والعمل، وتعتمد على أحدث التقنيات والابتكار في مختلف المجالات مثل الطاقة المتجددة بالكامل، المياه النظيفة، النقل الذكي، والترفيه المستدام. تشمل نيوم عدة مناطق فرعية مثل “ذا لاين” (مدينة طولية بدون سيارات أو طرق)، “أوكساجون” (مدينة صناعية عائمة)، “تروجينا” (وجهة سياحة جبلية)، و”سندالة” (وجهة جزرية فاخرة).
- شركة البحر الأحمر الدولية (Red Sea Global سابقاً): تتولى تطوير وجهتين سياحيتين فاخرتين ومستدامتين على ساحل البحر الأحمر: مشروع البحر الأحمر وأمالا. تركز على السياحة الفاخرة، الحفاظ على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي البحري والساحلي، وتوفير تجارب سياحية فريدة ومستدامة.
- شركة روشن (ROSHN): مطور عقاري وطني مملوك بالكامل للصندوق، يركز على بناء مجتمعات سكنية متكاملة وعصرية في مختلف مناطق المملكة. تقدم روشن حلولاً سكنية مبتكرة تلبي تطلعات الأسر السعودية، مع توفير كافة المرافق والخدمات الأساسية والتجارية والترفيهية داخل المجتمعات.
- شركة القدية للاستثمار: تتولى تطوير مشروع القدية، الذي يهدف إلى أن يكون عاصمة الترفيه والرياضة والفنون في المملكة. يضم المشروع مدن ملاهي عالمية، مرافق رياضية متقدمة، مناطق ثقافية وفنية، ووجهات سكنية وتجارية، لتوفير تجارب ترفيهية متنوعة ومبتكرة للزوار والمقيمين.
- الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك): على الرغم من أنها ليست مملوكة بالكامل للصندوق، يمتلك الصندوق حصة مؤثرة وكبيرة فيها. سابك هي من أكبر شركات البتروكيماويات والكيماويات المتنوعة والمعادن على مستوى العالم، وتلعب دوراً هاماً في الاقتصاد الصناعي للمملكة والمساهمة في تنويع الصادرات.
- شركة الاتصالات السعودية (STC): يمتلك الصندوق حصة أغلبية فيها. STC هي أكبر شركة اتصالات في المنطقة، وتلعب دوراً محورياً في التحول الرقمي للمملكة، تطوير البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات، وتوفير أحدث الخدمات الرقمية للأفراد والشركات.
- الشركة السعودية للاستثمار السياحي (أسفار): شركة جديدة نسبياً تهدف إلى الاستثمار في تطوير الوجهات السياحية في المدن والمحافظات غير الرئيسية التي تمتلك مقومات سياحية فريدة، لتمكين القطاع السياحي في مناطق جديدة وخلق فرص عمل وتنمية محلية.
- الشركة السعودية لإعادة التدوير (سرك): تعمل على تطوير قطاع إدارة النفايات وإعادة التدوير في المملكة، من خلال بناء وإدارة مرافق متقدمة لإعادة التدوير، وتطوير سلاسل القيمة المرتبطة بها. مساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة والاقتصاد الدائري وتقليل الأثر البيئي للنفايات.
- شركة طيران الرياض: الناقل الجوي الوطني الجديد، الذي يهدف إلى ربط الرياض بأكثر من 100 وجهة عالمية بحلول عام 2030. تساهم الشركة في تعزيز موقع الرياض كمركز أعمال وسياحة عالمي، وتساهم في نمو قطاع الطيران والسياحة بشكل كبير، وتوفير تجارب سفر جوية مبتكرة.
- شركة الاستثمارات الرائدة: وهي ذراع استثماري تابع للصندوق، تدير مجموعة متنوعة من الاستثمارات المحلية في مختلف القطاعات، بما في ذلك العقار، التكنولوجيا، الخدمات، والصناعة، وتعمل على تطوير هذه الاستثمارات لتعظيم العوائد ودعم الاقتصاد المحلي.
كل شركة من هذه الشركات وغيرها الكثير التي تتبع الصندوق، سواء كانت مملوكة بالكامل أو جزئياً أو تابعة من خلال استثمارات استراتيجية، لها دورها المحدد والمساهم في تحقيق الأهداف الكبرى لرؤية 2030 وبناء مستقبل اقتصادي متنوع ومستدام للمملكة.
دور الشركات التابعة في تحقيق التنويع الاقتصادي
سواء كانت شركة تطوير عقاري عملاقة بحجم روشن أو شركة استثمارية في قطاع التكنولوجيا الواعد، فإن الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة تمثل الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها الصندوق في تحقيق الهدف الاستراتيجي الأهم لرؤية 2030: التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي.
هذا الهدف لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة في ظل التقلبات المستمرة في أسعار أسواق الطاقة عالمياً والحاجة لبناء اقتصاد أكثر استدامة للمستقبل.
- تساهم في بناء قطاعات اقتصادية جديدة بالكامل لم تكن موجودة أو كانت محدودة النطاق سابقاً، مثل صناعة السياحة الضخمة، قطاع الترفيه الحيوي، وصناعة المدن الذكية والتقنية. يتم ذلك من خلال استثمارات تأسيسية كبرى وبناء بنية تحتية متخصصة.
- تقلل من تراكم المخاطر المرتبطة بقطاع واحد (النفط) من خلال توزيع الاستثمارات على مجموعة واسعة من القطاعات الواعدة محلياً ودولياً، مثل التكنولوجيا، الرعاية الصحية، التعدين، الخدمات اللوجستية، وغيرها، مما يجعل الاقتصاد أكثر مرونة في مواجهة الصدمات الخارجية.
- تساعد على تنمية الصادرات غير النفطية من خلال تطوير صناعات وخدمات ذات قيمة مضافة عالية يمكن تصديرها للأسواق العالمية، مثل منتجات التعدين والمعادن المصنعة، الخدمات اللوجستية المتقدمة، والخدمات السياحية والترفيهية الجاذبة للمستثمرين والزوار الأجانب.
- تحد من الحاجة إلى استيراد بعض السلع والخدمات من خلال توطين الصناعات والتقنيات الحيوية، مثل الصناعات العسكرية، صناعة الطاقة المتجددة ومكوناتها، وبعض الصناعات التحويلية المتقدمة، مما يعزز الاكتفاء الذاتي الاقتصادي ويقلل من فاتورة الاستيراد.
- تطيل من قاعدة الأصول المنتجة للدخل غير النفطي، وتخلق مصادر دخل جديدة ومستدامة للدولة على المدى الطويل من خلال عوائد الاستثمارات في مختلف القطاعات والشركات، سواء كانت محلية أو دولية، مما يعزز الإيرادات العامة للدولة.
- تخفض من حساسية الاقتصاد السعودي تجاه أسعار النفط وتقلباتها، بفضل استقرار ونمو الإيرادات الناتجة عن القطاعات المتنوعة التي تستثمر فيها الشركات التابعة، والتي لا ترتبط بشكل مباشر بأسعار النفط العالمية.
- تحفز القطاع الخاص للمشاركة في القطاعات الجديدة من خلال الشراكات وفرص الأعمال التي تخلقها الشركات التابعة الكبرى. تعمل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة كمحرك أساسي للقطاع الخاص، حيث توفر له فرصاً للاستثمار، التعاقد، والتوسع في مجالات جديدة وواعدة، مما يعزز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.
الانتظام في تطوير ودعم هذه الشركات لا يحافظ فقط على مسار التنويع الاقتصادي، بل يضمن بناء اقتصاد أكثر صلابة واستدامة وقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية، ويجنبك مشاكل التركيز الاقتصادي التي قد تتطور بمرور الوقت وتجعل الاقتصاد عرضة للصدمات الخارجية. إنها استراتيجية شاملة لتحويل الاقتصاد السعودي إلى قوة عالمية متنوعة.
الاستثمارات الدولية للشركات التابعة والمساهمة في التأثير العالمي
لا يقتصر دور الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة على المساهمة في الاقتصاد المحلي فقط، بل يمتد ليشمل حضوراً قوياً وتأثيراً متزايداً على الساحة العالمية.
فبينما تركز بعض الشركات على المشاريع المحلية العملاقة التي تجذب الاهتمام العالمي، تعمل شركات أخرى أو أذرع استثمارية تابعة للصندوق مباشرة على إدارة استثمارات دولية واسعة النطاق، بهدف تعظيم عوائد الصندوق، اكتساب الخبرات والتقنيات المتقدمة، ونقلها إلى المملكة لتعزيز القدرات المحلية، بالإضافة إلى بناء شراكات استراتيجية عالمية تخدم المصالح الاقتصادية للمملكة.
هذه الاستثمارات الدولية التي تديرها الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة تتوزع على مختلف القارات والقطاعات، وتشمل الاستثمار في شركات عالمية رائدة في قطاعات مثل التكنولوجيا (مثل الاستثمار في شركات تقنية كبرى وناشئة)، الطاقة المتجددة، البنية التحتية، الترفيه، والرياضة.
كما تشمل الاستثمار في صناديق استثمارية متخصصة (مثل الصناديق التي تركز على رأس المال المخاطر في قطاعات محددة)، وشراكات استراتيجية مع كيانات دولية كبرى (مثل الصناديق السيادية الأخرى أو الشركات المتعددة الجنسيات). يهدف الصندوق من خلال هذا التواجد العالمي إلى بناء محفظة استثمارية عالمية متنوعة جغرافياً وقطاعياً، تحقيق عوائد مالية مستدامة لتمويل المشاريع المحلية، وفتح قنوات لنقل المعرفة والتقنية إلى الشركات المحلية والقطاعات الناشئة في المملكة، وتعزيز مكانة المملكة كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي.
إن هذا البعد العالمي للشركات التابعة واستثمارات الصندوق يعزز مكانة المملكة على خريطة الاقتصاد العالمي كشريك فاعل ومؤثر، ويساهم في تحقيق الأهداف الجيواقتصادية لرؤية 2030.
الاستدامة والحوكمة في الشركات التابعة للصندوق
إذا كنت تتساءل عن المعايير التي تحكم عمل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، فالإجابة تكمن في التركيز المتزايد على معايير الحوكمة، والامتثال، والاستدامة (ESG – Environmental, Social, and Governance). نحن في صندوق الاستثمارات العامة وشركاته التابعة نؤمن بأن النجاح طويل الأمد يتطلب ليس فقط الربحية والعوائد المالية، بل أيضاً المسؤولية البيئية والاجتماعية وأعلى مستويات الشفافية والإدارة الرشيدة.
لقد أصبح دمج معايير ESG جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الاستثمار والتشغيل لهذه الشركات، انعكاساً لالتزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمبادرات الخضراء.
تسعى الشركات التابعة للصندوق إلى تطبيق أفضل ممارسات الحوكمة لضمان الشفافية والمساءلة والكفاءة في الإدارة، وحماية حقوق المساهمين وأصحاب المصلحة. أما فيما يتعلق بالاستدامة، فإن العديد من المشاريع الكبرى التي تنفذها هذه الشركات، مثل نيوم والبحر الأحمر، تتبنى معايير بيئية واجتماعية صارمة، وتهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني، الحفاظ على التنوع البيولوجي، ودعم المجتمعات المحلية.
كما تعمل شركات أخرى، مثل “سرك”، على بناء اقتصاد دائري يقلل من النفايات ويعزز إعادة التدوير. لمعرفة التفاصيل الدقيقة حول أطر الحوكمة ومبادرات الاستدامة في الشركات التابعة، ما عليك سوى متابعة النشرات والتقارير الدورية التي تصدرها هذه الشركات وموقع صندوق الاستثمارات العامة، وسيتولى فريقنا (أو البيانات المتاحة) تزويدك بكل المعلومات المتاحة بكل شفافية واحترافية، مؤكدين على التزامنا الراسخ بالمسؤولية المؤسسية والاستدامة طويلة الأجل.
مستقبل الشركات التابعة وأثرها على الاقتصاد السعودي
نعم، مستقبل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة يبدو واعداً ويحمل في طياته تحولاً جذرياً للاقتصاد السعودي. مع استمرار الصندوق في ضخ الاستثمارات الضخمة في هذه الكيانات وتوسيع نطاق عملياتها، فإن تأثيرها على الناتج المحلي الإجمالي، خلق فرص العمل، تطوير القطاعات الجديدة، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية سيزداد بشكل كبير ومستمر خلال السنوات القادمة.
هذه الشركات ليست مجرد مشاريع مؤقتة، بل هي ركائز أساسية لاقتصاد المستقبل، مصممة للنمو والتوسع لعقود قادمة، لتشكل محاور أساسية في المشهد الاقتصادي السعودي المتنوع.
نحن في صندوق الاستثمارات العامة لا نكتفي بتأسيس هذه الشركات، بل نعمل على تمكينها بشكل مستمر، تزويدها بالقيادات الكفؤة والخبرات اللازمة، وتوفير البيئة التنظيمية والداعمة اللازمة لازدهارها ونموها.
تهدف هذه الجهود إلى ضمان أن تصبح هذه الشركات لاعبين رئيسيين ومنافسين أقوياء في صناعاتها على المستوى العالمي، مما يعزز قوة وتنافسية الاقتصاد السعودي في الأسواق الدولية، ويزيد من قدرته على جذب الاستثمارات النوعية. هذا المسار يضمن مستقبلاً مزدهراً ومستداماً للمملكة وشعبها، بتحقيق أهداف رؤية 2030 وتحويل الاقتصاد السعودي إلى واحد من أقوى الاقتصادات العالمية وأكثرها تنوعاً ومرونة.
التحديات والفرص التي تواجه الشركات التابعة
في أجواء التنافسية العالمية والسعي لتحقيق أهداف طموحة بحجم رؤية 2030، تواجه الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة مجموعة من التحديات الكبيرة، ولكنها أيضاً تمتلك فرصاً هائلة وغير مسبوقة يمكن استغلالها. من أبرز التحديات تبرز الحاجة إلى بناء وتطوير قدرات بشرية وطنية كافية ومؤهلة لإدارة وتشغيل المشاريع الضخمة والمعقدة والقطاعات الجديدة التي يتم تأسيسها، وهذا يتطلب استثماراً كبيراً في التعليم والتدريب والتأهيل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات تتعلق بالتنفيذ في مشاريع ريادية وغير مسبوقة عالمياً من حيث الحجم والتعقيد، مثل مشاريع نيوم. كما أن بيئة الأعمال العالمية المتقلبة والتحولات الاقتصادية والجيوسياسية يمكن أن تؤثر على الاستثمارات الدولية لهذه الشركات وتقلبات الأسواق العالمية.
في المقابل، تتمثل الفرص الهائلة في الدعم الحكومي القوي والرؤية الواضحة التي تحظى بها هذه الشركات من القيادة الرشيدة، حجم السوق المحلي الكبير والمتنامي الذي يوفر قاعدة صلبة للانطلاق، القدرة على الوصول إلى تمويل ضخم من الصندوق ومصادر التمويل المحلية والدولية المختلفة، والشراكات الاستراتيجية التي يتم إبرامها مع كبرى الشركات والمؤسسات العالمية لنقل الخبرات والتقنية.
كما أن طبيعة المشاريع الريادية والمبتكرة التي تقوم بها تمنحها ميزة تنافسية فريدة وتفتح لها آفاقاً جديدة للنمو والابتكار في مجالات المستقبل. إن إدارة هذه التحديات بشكل فعال واستغلال الفرص المتاحة يتطلب رؤية استراتيجية واضحة، كفاءة عالية في التخطيط والتنفيذ والإدارة، مرونة في التكيف مع المتغيرات، وقدرة على استقطاب أفضل الكفاءات العالمية والمحلية وتطويرها، وهي كلها عوامل يركز عليها الصندوق في إدارة شركاته التابعة لضمان نجاحها وتحقيق أهدافها.
الأسئلة الشائعة
ما هو الهدف الرئيسي من تأسيس الصندوق لشركات تابعة متعددة؟
الهدف الرئيسي هو أن تكون هذه الشركات أذرعاً تنفيذية متخصصة للصندوق في قطاعات محددة ومستهدفة ضمن رؤية 2030، بهدف تسريع وتيرة التنمية وتحقيق التنويع الاقتصادي.
هذا يسمح للصندوق بالتدخل المباشر في تطوير هذه القطاعات، تنفيذ المشاريع الكبرى بكفاءة وفعالية، تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية، وتوطين الصناعات والتقنيات بشكل فعال، بدلاً من الاقتصار على الاستثمار المالي غير المباشر. كما يسمح بتركيز الجهود والموارد على قطاعات محددة ذات أولوية وطنية.
كيف تساهم الشركات التابعة في خلق فرص العمل؟
الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في خلق فرص العمل. بشكل مباشر، من خلال توظيف آلاف الكفاءات والمهنيين في مشاريعها وعملياتها التشغيلية الضخمة، مع التركيز بشكل خاص على توظيف وتدريب وتطوير الكوادر الوطنية الشابة في مختلف التخصصات والمستويات.
وبشكل غير مباشر، من خلال تحفيز نمو القطاع الخاص عبر العقود الضخمة والشراكات التي تبرمها مع الشركات المحلية والدولية لتنفيذ مشاريعها، مما يخلق بدوره فرص عمل إضافية ومستدامة في الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبرى التي تعمل كمقاولين، موردين، أو شركاء استراتيجيين لهذه المشاريع.
هل يمكن للجمهور الاستثمار مباشرة في هذه الشركات؟
بعض الشركات التابعة للصندوق قد يتم طرح أسهمها للاكتتاب العام في السوق المالية السعودية (تداول) في مراحل لاحقة من تطورها، كجزء من استراتيجية التخارج أو تنويع مصادر التمويل، مما يتيح للجمهور والمستثمرين فرصة الاستثمار وشراء أسهم فيها.
لكن العديد من الشركات الكبرى أو مشاريع البنية التحتية العملاقة تبقى مملوكة بالكامل للصندوق أو بشراكات استراتيجية مع كيانات دولية ولا تكون متاحة للاستثمار المباشر من قبل الأفراد حالياً، إلا من خلال أدوات استثمارية أخرى قد يطلقها الصندوق مستقبلاً أو عبر صناديق استثمارية متخصصة تستثمر في محفظة الصندوق.
ما هي أبرز المشاريع الكبرى التي تنفذها الشركات التابعة للصندوق؟
من أبرز المشاريع الكبرى التي تنفذها الشركات التابعة للصندوق والتي تمثل أيقونات رؤية 2030: مدينة نيوم بكافة مكوناتها الطموحة والفريدة عالمياً (مثل ذا لاين، أوكساجون، تروجينا، سندالة)، مشروعي البحر الأحمر وأمالا في مجال السياحة الفاخرة المستدامة، ومشاريع روشن لتطوير المجتمعات السكنية المتكاملة والحديثة في مختلف مناطق المملكة.
ومشروع القدية للترفيه والرياضة والفنون الذي يعد الأكبر من نوعه، بالإضافة إلى مشاريع تطويرية ضخمة في قطاعات أخرى مثل التعدين، الطاقة المتجددة، البنية التحتية للمطارات والموانئ، والمناطق اللوجستية في مختلف مناطق المملكة.
كيف يتم تمويل هذه الشركات والمشاريع العملاقة؟
يتم التمويل من عدة مصادر رئيسية تشمل: رأس المال الذي يضخه صندوق الاستثمارات العامة من أصوله المتنامية وإيراداته الاستثمارية، القروض والتمويل من البنوك والمؤسسات المالية المحلية والإقليمية والدولية، إصدار السندات والصكوك في الأسواق المالية العالمية والمحلية لجذب رؤوس الأموال.
الشراكات الاستراتيجية مع مستثمرين محليين ودوليين من القطاع الخاص الذين يساهمون برؤوس أموالهم وخبراتهم، وإعادة استثمار الأرباح المحققة من عمليات الشركات نفسها والمشاريع التي بدأت تدر عوائد. يتبع الصندوق استراتيجيات تمويلية مبتكرة ومتنوعة لضمان استدامة المشاريع وقدرتها على النمو والتوسع المستقبلي.
ما هو التركيز المستقبلي للشركات التابعة للصندوق؟
التركيز المستقبلي ينصب على استكمال تنفيذ المشاريع الكبرى الحالية بكفاءة وجودة عالية، التوسع في القطاعات الواعدة التي تم تحديدها كأولويات وطنية (مثل التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة المتجددة، السياحة، الترفيه، التعدين، الصناعات التحويلية المتقدمة)، تعزيز الشراكات الدولية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، توطين المزيد من الصناعات والتقنيات الحيوية ونقل المعرفة، وتطوير الكفاءات الوطنية لتولي الأدوار القيادية في هذه الكيانات.
الهدف هو أن تصبح الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة كيانات اقتصادية وطنية قادرة على المنافسة عالمياً والمساهمة بشكل متزايد ومستدام في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 بحلول الموعد المحدد.
ما هو دور هذه الشركات في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية والاجتماعية؟
تلعب الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة دوراً متزايداً وحيوياً في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية والاجتماعية التي تتبناها المملكة. فمشاريع مثل نيوم والبحر الأحمر وأمالا تم تصميمها منذ البداية وفقاً لأعلى معايير الاستدامة البيئية، مع التركيز على الطاقة المتجددة، إدارة المياه بكفاءة، الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتقليل الانبعاثات. كما أن شركات مثل “سرك” تعمل مباشرة في قطاع إعادة التدوير لدعم الاقتصاد الدائري.
اجتماعياً، تلتزم هذه الشركات بخلق بيئة عمل آمنة وجاذبة، دعم توظيف وتطوير الكوادر الوطنية، المساهمة في تنمية المجتمعات المحلية من خلال برامج المسؤولية الاجتماعية، وضمان حقوق العمال وأصحاب المصلحة. هذه الجهود تتماشى مع الالتزام الوطني والدولي للمملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمبادرات الخضراء.
كيف يتم اختيار القطاعات التي تستثمر فيها الشركات التابعة؟
يتم اختيار القطاعات بناءً على دراسات استراتيجية معمقة تحددها الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ضمن القطاعات ذات الأولوية الوطنية التي تمتلك فيها المملكة مزايا تنافسية أو تلك التي تعتبر حيوية لمستقبل الاقتصاد العالمي. يتم تقييم هذه القطاعات بناءً على قدرتها على المساهمة في التنويع الاقتصادي، خلق فرص العمل، جذب الاستثمارات، توطين التقنية، وتحقيق عوائد مالية مستدامة.
يتم التنسيق الوثيق مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة لضمان التكامل بين استثمارات الصندوق والخطط التنموية الوطنية الشاملة.
ما العلاقة بين الشركات التابعة الكبرى والمشاريع العملاقة (Giga-projects)؟
العديد من الشركات التابعة الكبرى تم تأسيسها خصيصاً لتكون الأذرع التنفيذية للمشاريع العملاقة (Giga-projects) التي أطلقها الصندوق. على سبيل المثال، شركة نيوم مسؤولة عن تطوير مدينة نيوم، وشركة البحر الأحمر الدولية مسؤولة عن تطوير وجهتي البحر الأحمر وأمالا، وشركة القدية مسؤولة عن مشروع القدية، وشركة روشن مسؤولة عن تطوير المجتمعات السكنية ضمن إطار هذه المشاريع الكبرى وغيرها من المشاريع. هذه العلاقة تضمن التخصص والتركيز والكفاءة في إدارة وتنفيذ هذه المشاريع الضخمة والمعقدة.
وفي الختام، تمثل الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي العصب النابض والمحرك الأساسي لعملية التحول الاقتصادي التي تشهدها المملكة في إطار رؤية 2030. إنها ليست مجرد كيانات استثمارية، بل هي أدوات فاعلة لتنويع مصادر الدخل، توطين التقنيات المتقدمة، خلق فرص عمل نوعية، وتطوير قطاعات اقتصادية جديدة بالكامل لمستقبل مستدام.
مع استمرار الصندوق في التوسع في استثماراته المحلية والدولية وتأسيس المزيد من هذه الشركات المتخصصة، يتوقع أن يزداد تأثيرها على الاقتصاد السعودي ومكانة المملكة على الساحة العالمية بشكل متسارع. إن فهم طبيعة وعمل هذه الشركات هو فهم لمسار مستقبل الاقتصاد السعودي وخطواته نحو بناء دولة عصرية متنوعة ومزدهرة تعتمد على الابتكار والتقنية والاستدامة.







