تُعد “إبل الأوارك” من السلالات المنتشرة في جنوب وغرب الجزيرة العربية، إلا أن سلالاتها النقية باتت مهددة بالانقراض، نتيجة التهجين مع سلالات أخرى من الإبل، سواء كانت محلية أو مستوردة، بالإضافة إلى تغير اهتمامات الملاك واتجاههم نحو اقتناء أنواع أخرى من الإبل.
لماذا سميت إبل الأوارك وأين تعيش
سُمِّيت “إبل الأوارك” بهذا الاسم نظراً لاعتيادها على تناول شجر الأراك، على الرغم من أنها تتغذى أيضًا على أنواع أخرى من الأشجار والنباتات. يُعد الأراك غذاءها المفضل، بحيث يظهر طعمه المميز في لبنها إذا تناولت من هذا الشجر. وتعيش هذه السلالة النادرة في مناطق تهامة الحجاز، وعسير، والباحة، وسهول جازان، ونجران، والأودية التي تنحدر من جبال السروات مثل تثليث، وطريب، وبيشة، ورنية، والخرمة، وتربة. تتفاوت خصائص “إبل الأوارك” بين هذه المناطق وفقًا لطبيعة الأرض والمناخ، وخاصة عند “قبيلة الموركة”.
قد يهمك ايضاً: ما هو طعام القطط وأنواعه وكيفية الإعتناء بها
أنواع إبل الأوارك
قبل أن تدخل “الأوارك” في عمليات التهجين، تميزت بتنوع أنواعها وألوانها. من بين هذه الأنواع:
– “العرابي”: وهو من أصل إبل العرب، ويتميز بجسمه الكبير وكثافة وبره، مما يجعله شديد المقاومة للحرارة والبرودة.
– “الخواوير”: تتسم جلدها بالرقّة، ووبرها بالخفّة، وتنتج حليبًا وفيرًا.
– “الجرامي”: يُنسب إلى قبيلة “جرم” أصحاب العقيق، وتدور بعض المصادر حول أنه قد يكون مهجنًا من “الخواوير” و”العرابي”، فقد تكون والدته من الخواوير ووالده من العرابي، أو العكس، مما يجعله يحمل صفات مزيج بين هذين النوعين.
تشمل ألوان “الأوارك” عدة أنواع، منها:
– “البِيض”: وهو اللون الأشهر، ويتميز ببياضه الناصع.
– “الحمر المخلوطة بالبياض”: يُطلق عليها اسم “شعرة الظبي”، نظرًا لتشابه لونها مع الظباء الأدم، حيث يميل لونها إلى الأشقر.
– “السُّمر”: تُعرف بها منطقة نجران، وتتميز بلون يميل إلى “الأدمة” أو “الأدهم الفاتح”، حيث يكون السُّمرة بين البياض والسواد.
قد يهمك أيضاً: السعودية تحقق الإكتفاء الذاتي من التمور 2024
ما يميز إبل الأوارك عن غيرها
تتميز “الإبل الأوارك” بشكل عام بحجمها المتوسط، وجسمها المنخفض، ورأسها الصغير المدبب، وآذانها المنتصبة، وسبالها القصيرة، ولونها البراق. كما تُعرف بإنتاجها الوفير من الحليب، الذي يتميز بمذاقه الطيب. تحتاج هذه الإبل إلى كميات قليلة من الطعام، وتستطيع الاستفادة مما يتوفر من نباتات وأشجار. من أبرز صفاتها قدرتها على تحمل الجفاف.
تتمتع “الإبل الأوارك” بميزة نادرة لا توجد في معظم أنواع الإبل الأخرى، حيث تنمو بشكل رئيسي في الأودية التي تكثر فيها أشجار الأراك. وفقًا لموسوعة الثقافة التقليدية في المملكة، يتميز “الأوارك” بأنها تظل في مناطقها بانتظام ولا تغادرها، مما يجعلها مفضلة لدى سكان هذه المناطق، سواء كانوا مزارعين أو بدو، لعدم قلقهم من فقدانها أو ابتعادها.
ويخطئ البعض في الخلط بين “الأوارك” وأنواع أخرى مثل “السواحل”، و”العوادي”، و”الحضانا”، على الرغم من أن كل من هذه السلالات تختلف عن الأخرى، حتى وإن تشابهت أو تشاركت في بعض الصفات. وقد احتفت العرب بهذه السلالة في أشعارهم، حيث عبّر الشاعر عن عراقتها وأصالتها وقيمتها الكبيرة بقوله: “فما سرّني إن زرتها أنَّ لي بها.. كرائمَ عوذ المُتلِيات الأواركِ”.
تُعرف “الإبل الأوارك” بسرعة جري متميزة، خاصة الهجن منها. ووفقًا للأديب حسين سرحان، فإن “الأوارك” و”العمانيات الحرائر”، عند ترويضهن وتدريبهن بشكل جيد، يُظهرن سرعة مدهشة، حيث تلامس مشافرهن الأرض أثناء الجري، ويتمايلن يمينًا ويسارًا، صعودًا وهبوطًا. ويُعتقد أن هذه الحركة تشبه “مشية الهيدبى” التي أشار إليها المتنبي في مقصورته.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة نجران قد خصصت أشواطًا مخصصة لفئات الإبل “الأوارك” في مسابقات مزاينة سابقة، كما أقيم “مزاد الإبل” في المنطقة خلال العام المنصرم 1445هـ، لتعزيز شهرة هذا الصنف النادر والمهدد بالانقراض.